علي الأصيل
عدد المساهمات : 95 تاريخ التسجيل : 01/10/2010
| موضوع: ما حقيقة الولاية التكوينية ؟ الأحد أكتوبر 10, 2010 8:02 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم ... ياكريم
إن من المسائل العقائدية، مسألة حدود الولاية، التي هي ثابتة لأئمة أهل الهدى وللمعصوم بشكل عام.. فهناك مساحة ومقدار مسلّم بها بين الجميع ممن يعتقد بخط الإمامة، وهي أن الولاية للنبي وللأئمة ومن ذريته من بعده.. وأن الله عز وجل أعلم حيث يجعل الوصاية، كما أنه أعلم حيث يجعل النبوة والرسالة!.. وهناك أيضا تساؤل: ماهي حدود تصرفات المعصوم في عالم التكوين والطبيعة والأرض والسماء؟..
يوجد هناك من ينكر هذا الأمر، ويرى بأن المعصوم -عليه السلام- هو بمثابة عالم، له حجم ومساحة كبيرة من العلم، الذي اكتسبه من اتصاله بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- من خلال مواريث الأنبياء: كالجفر مثلاً. وما انتقل إليهم من خلال آبائهم: صدراً من صدر.. فهذا المقدار يراه من المقام لهم صلوات الله وسلامه عليهم.. ولم يخلق الله عز وجل في هذه الأمة الخاتمة، وجوداً أرقى من هذه الذوات الطاهرة؛ لأنه ختم دينه بالإسلام، وختم معجزاته بالقرآن، وختم أنبيائه بالنبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، وختم الأوصياء بالأئمة عليهم والسلام.
وكما هو معلوم بأن الإمام المهدي عليه السلام -وهو البقية منهم- يمثل الحلقة الأخيرة قبل يوم القيامة، من حيث الخلق المتميز.. فلا يأتي بعد إمامنا المهدي -عليه السلام- كإمام من يمثل هذا الخط.. فجدهم خاتم الأنبياء (ص)، وعلي أمير المؤمنين خاتم الأوصياء، والأئمة ورثته.. أرادوا من خلال تعابير متفرقة، أن يثبِّتوا بالإنسان هذا المعنى، وهو أن الإنسان عاجز عن معرفتهم كما هم، وإنما يلتمس ذلك التماساً؛ من خلال كلماتهم، وبعض ما أثر عنهم، ومن خلال بعض كراماتهم.. يقول الإمام الصادق عيه السلام : (من عرف فاطمة حق معرفتها، فقد ادرك ليلة القدر).. والله عز وجل قال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}، وكذلك قال الإمام: (وإنما سميت فاطمة؛ لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها)؛ أي أن من وجوه تسمية الزهراء (ع) بهذا الاسم، هو أن الخلق فطموا عن معرفتها -والخلق كلمة جامعة- إلا ما خرج بالدليل، وهم أبوها وبعلها وبنوها.. فإذن، إذا كانت فاطمة -وهي ليست بمستوى الأئمة عليهم السلام من حيث مقام الإمامة؛ ولكنها تشترك معهم من حيث العصمة- كذلك!.. فكيف بمن هو إمام فعليّ، وقد أُعطي هذه الدرجة الكبرى، التي كان يتمناها إبراهيم عليه السلام؟!..
فمبدئياً لا ينبغي المسارعة في إنكار مقام أو رتبة منقولة عن المعصوم عليه السلام، فالمرء له الحق أن يتوقف إن كان الدليل غير وافٍ.. وأما أصل أن يكون الإمام في هذه المثابة من الصلاحية الواسعة بإذن الله عز وجل، فلا ضير في ذلك عقلاً.. وخاصة أن القرآن الكريم، مهّد لهذا المعنى في حياة السلف من الأنبياء وغير الأنبياء.. فالقرآن تعمد ذكر بعض الحركات التي هي خارج قوانين الطبيعة، فهذا الذي عنده علم من الكتاب، كان قد وعد بأن يأتي بعرش بلقيس {قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} وهذا لم يثبت بأنه نبي.. وكذلك الحال مع الأنبياء، قال الله تعالى: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي} فكان نبي الله عيسى -عليه السلام- يحيي الموتى، بإذن الله عز وجل.. أما بالنسبة إلى النبي سليمان عليه السلام: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ}.. فهذا يعني بأن هناك تفويضا أولياً، ومن ثم بعد ذلك يتصرف سليمان -عليه السلام- في الريح، فتجري بأمره.. وقد أعطاه الله هذا الحق، في أن يتصرف بالرياح.. فالقرآن مهّد الأذهان لتلقي هذه المعلومة، وخاصة أن الإعجاز يكون بحسب البشر.
ورب العالمين لا يختلف عنده الإعجاز وغير الإعجاز أبداً، فهو قد جعل القانون هنا ورفعه هنا.. فالذي يجعل، هو الذي يرفع، ما الذي يختلف عنده؟.. بالنسبة لله عز وجل إنّ جعلَ البرودة في نار إبراهيم، كجعل الحرارة في نيراننا هذه الأيام.. فجعل البرودة في موضع، والحرارة في موضع آخر، فلا يوجد اختلاف في هذا الأمر بالنسبة لرب العالمين؛ حتى نبخل على هذه الذوات المقدسة، ونسارع في إنكار ما ثبت من أنهم قاموا بما قام به الذي عنده علم من الكتاب.. والحال أن الأئمة -عليهم السلام- ليسوا من الذين عندهم علم من الكتاب، بل من الذين عندهم علم الكتاب.. وكذلك {الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} فالأئمة هم من أتم مصاديق الراسخين في العلم.. فالقضية ليست بهذه الغرابة، حتى ننكر هذا الإنكار البليغ!..
يقول شيخ الفلاسفة، ورئيس الحكماء ابن سينا: (كل ما قرع سمعك من العجائب، فذره في بقعة الإمكان، حتى يذودك عنه قاطع البرهان).. فمادام أن القضية ممكنة، فلماذا الإستماتة في الرد والنفي، وما شابه ذلك؟.. فلو تركنا وسياق الآيات والروايات التي تغلب على الإعتقاد وعلى الذهن السليم.. وهو ما يعتقده المرء، بأن المعصوم -عليه السلام- أكرمه الله عز وجل فيما أكرمه، بأن أُعطي له الحق في أن يتصرف في بعض مظاهر الطبيعة، بإذن الله، وبحكمةٍ بالغةٍ لغرض راجح.. وأما أن يكون له هذا الحق في قبال الله عز وجل، وبشكل استقلالي، فهذا هو الشرك بعينه.. ونحن نتبرأ من كل من يدعي، بأن للمعصوم مقاما تشريعيا أو تكوينيا، في معزل عن تفويض الله سبحانه وتعالى.
فإذن، إن الكرامة للواهب، فهو الواهب، وهو المعطي، يعطي الكثير بالقليل.. والمعصوم الذي وصل إلى درجة العصمة، والتفاني في خدمة الدين.. فرب العالمين يعلم بأنه سيقتل في طاعته، فإذا أُعطي بعض التصرف في شجرة وفي نبتة، أو حجر، أو ما شابه ذلك، فما الغريب في ذلك؟.. على المرء أن يرفع من مستوى تفكيره، وأن يطلب من الله عز وجل شرح الصدر، ليتسنى له تلقي هذه المفاهيم الإعتيادية، بشيء من التأمل، ومراجعة النصوص الشريفة في القرآن الكريم.. فعند ملاحظة سيرة الأئمة -عليهم السلام- يلاحظ بأن هناك تواترا مضمونيا في حياة أمير المؤمنين إلى حياة الإمام الحسن العسكري (ع)، وكذلك حياة الإمام صلوات الله عليه، فهناك روايات كثيرة منقولة في هذا الصدد.. فكيف للمرء أن يحكم على هذ الكم الكبير من الروايات على أنها باطلة، رغم أن هذه قضية قرآنية مسلمة واقعة للأنبياء وغير الأنبياء.
منقول من شبكة السراج ، الرابط : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
جعفر آل صويلح
عدد المساهمات : 58 تاريخ التسجيل : 27/09/2010
| موضوع: رد: ما حقيقة الولاية التكوينية ؟ الأحد أكتوبر 10, 2010 1:22 pm | |
| مشكور أخي العزيز على نقل هذة الماضيع العقائدية المهمة والمفيدة فالإعتقاد بالولاية التكوينية لهم عليهم أفضل الصلاة والسلام مما له الشئن أن يعكس مجرى علاقة الإنسان بهم عليهم أفضل الصلاة والسلام إلا أني ومع الإعتذار اشير إلا أن الموضوع كان بصدد الإستغراب ممن ينكر الولاية التكوينية ومن دون دليل يثبت عدم ثبوتها وإنما هو متكل على صعوبة تصديق ذلك أما حقيقة الولاية التكوينية كما هو العنوان أو الدليل على أنها ثابتت لهم عليهم أفضل الصلاة والسلام فلم يتطرق له هنا أيضا أحببت أن اشير إلى أنه ورد في الموضوع لفظ تفويض فكأنما شبه الولاية التكوينية بنوع من أنواع التفويض وفي إعتقادي أن هذا غير صحيح لما ثبت في محله من أن التفويض محال فهو ينتهي إلى انقلاب الممكن واجب وهذا محال والله أعلم بذلك وفق الله الجميع للخير والصلاح | |
|
علي الأصيل
عدد المساهمات : 95 تاريخ التسجيل : 01/10/2010
| موضوع: رد: ما حقيقة الولاية التكوينية ؟ الأربعاء أكتوبر 13, 2010 6:10 am | |
| باسمه تعالى وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. ما قلنا في تلك العبارة ان المقصود بالتفويض اي اعطاء صلاحية معينه في هذا الأمر وليس ما ذهبتم اليه في رأيكم ... ارجوا ان يكون المعنى واضحاً لديكم وهذا يفهم من سياق العباره فهما واضحا وصريحاً.
فهذا المصطلح يستخدم بين عامة الناس بمعنى فلان فوض فلان او عمل له تفويض بموجبه يعمل له عمل معين او ينجز له مهمه، فهل هذا يعنى ماذهبتم اليه من معنى .؟؟! دمتم بخير وعافية | |
|
عبد آل محمد 14
عدد المساهمات : 71 تاريخ التسجيل : 29/09/2010
| موضوع: رد: ما حقيقة الولاية التكوينية ؟ الأربعاء أكتوبر 13, 2010 7:43 am | |
| أحسنتم أخي العزيز على نقل هذه البحوث القيمة .. إلا أنني أرى أنه يرد على هذا البحث بعض الإشكالات وأبرز هذه الإشكالات أنه عبّر بالولاية التكوينية بأنها تفويضا , فكأنه يقول أن حاجة المعصوم إلى الله حاجة بدائية لا استمرارية يعني كأنه يقول أن المعصوم أصبح مستقلا وأصبح هو من يوجد الأفعال الخارجية يعني كان يحتاج سابقا ولكنه الآن صار مستغني عن الله وقد ثبت في المقام أن حاجة جميع الممكنات إلى الواجب حاجة بقائية استمرارية وهذا المعنى الذي كانت تشير إليه الآية الشريفة :{ يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } والقول بالتفويض يؤدي إلى أن الممكن ينقلب واجب وهذا محال كما ثبت , لأنه إذا انقلب الممكن واجبا , فهذا الواجب ثبت عندنا أنه يستحيل عليه العدم سرمدا يعني (أزلاً وبقاءً) , ولكن هذا الواجب الذي نتج عندنا لأنه كان في الأزل ممكنا , فيكون في الأزل لا يستحيل عليه العدم , فإذا كان في الأزل لا يستحيل عليه العدم فيصير ممكنا أو واجبا ؟! فالقول بالتفويض يوصلنا إلى هذه النتيجة وهي محالة عقلاً كما ثبت , فعندما يملّك الله المعصوم بالتصرف في الكون هذا لا يعني أنه فوّض إليه الأمر ,, فهذا الملاك الذي أعطاه الله للمعصوم بالتصرف في الكون هو مسبب من الله سبحانه وتعالى ومباشَر من المعصوم , وبحث الولاية التكوينية نحن ننتظره منذ أمد طويل ونسأل الله أن يوفق أستاذنا الفاضل بالولوج فيه فهو من الأبحاث المهمة المرتبطة بالمعصوم وشكرا لكم ..
تحياتي لكم جميعا .. | |
|
علي الأصيل
عدد المساهمات : 95 تاريخ التسجيل : 01/10/2010
| موضوع: رد: ما حقيقة الولاية التكوينية ؟ الخميس أكتوبر 14, 2010 12:56 am | |
| باسمه تعالى وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. ما قلنا في تلك العبارة ان المقصود بالتفويض اي اعطاء صلاحية معينه في هذا الأمر وليس ما ذهبتم اليه في رأيكم ... ارجوا ان يكون المعنى واضحاً لديكم وهذا يفهم من سياق العباره فهما واضحا وصريحاً.
فهذا المصطلح يستخدم بين عامة الناس بمعنى فلان فوض فلان او عمل له تفويض بموجبه يعمل له عمل معين او ينجز له مهمه، فهل هذا يعنى ماذهبتم اليه من معنى .؟؟! دمتم بخير وعافية
اتمنى أي شخص يقرأ هذا أولا ومن ثم يكتب رده . | |
|
جعفر آل صويلح
عدد المساهمات : 58 تاريخ التسجيل : 27/09/2010
| موضوع: رد: ما حقيقة الولاية التكوينية ؟ الخميس أكتوبر 14, 2010 2:54 am | |
| أخي العزيز علي... إن مايفهمه عامة الناس من قول القائل فلان فوض فلان لاينطبق على الولاية التكوينية أيضا بل لافرق بينه وبين التفويض إنما هو تفويضا أيضا وإن إختلفت كيفيت المفوض والمفوض إليه والأمر المفوض اعتباري أو تكويني فهي كيف مافهمت أو قيلت ليست صحيحة أو لنقل ليست دقيقة فمايفهمه العوام من كلمة التفويض هو أيضا باطل نعم الموضوع ليس بصدد بيان العلاقة التكوينية وأنها علاقة افتقارية في عين انها استخلاف رباني إنما أردنا أن نقول إن التعبير سواء قصد به المعنى الكلامي أو العامي ليس صحيحا أدامكم الله لكل خير وتوفيق | |
|
عبد آل محمد 14
عدد المساهمات : 71 تاريخ التسجيل : 29/09/2010
| موضوع: رد: ما حقيقة الولاية التكوينية ؟ الخميس أكتوبر 14, 2010 6:28 am | |
| أحسنتم أستاذنا الفاضل على الرد التوضيحي .. وهذا ما أشرت إليه في ردي فلو نأتي لمعنى التفويض العامي واللغوي والكلامي فنرى أنهم يؤدوا إلى نفس الغرض : فالمعنى العامي الذي أشار إليه الأخ العزيز علي : فلان فوض فلان
والمعنى الكلامي كما مر علينا من قبيل مثال حاجة الكرسي إلى النجار , فالكرسي بعد أن يكتمل يكون مستغني عن النجار ولا حاجة له بالنجار , فتكون نسبة الممكن إلى الواجب كنسبة الكرسي إلى النجار , وهذا لا نقبله ..
ولو نأتي إلى المعنى اللغوي : فَوَّضَ إِليه الأَمرَ: صَيَّرَه إِليه وجعَلَه الحاكم فيه. فَوَّض إليه الأمرَ، أي ردَّه إليه ( من لسان العرب باب حرف الفاء ).
ففي تصوري أن المعنى الذي أشرتم إليه يؤدي إلى نفس غرض المعاني التي ذكرتها هنا ولو ناقشناها واحدة واحدة فنرى أن نفس المضاعفات التي نتجت لنا من المعنى الكلامي تنطبق على هذي المعاني ..
وشكرا لكم .. | |
|