بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذآ انتم منه توقدون )) يس,80
شجر أخضر .. لماذا ؟
يرد على الذهن أنه لماذا عبر القرآن هنا بالشجر الأخضر ؟ في حين أن توليد النار من الخشب الطري والرطب يتم بصعوبة بالغة , فكم كان جميلا لو عبر عوضا عن ذلك (( بالشجر اليابس )) , لكي ينسجم مع المعنى تماما !!؟
النكتة هنا هو أن الشجر الأخضر الحي فقط يستطيع القيام بعملية التركيب الضوئي , وادخار نور الشمس وحرارتها , وأما الجذوع اليابسة للشجر لو بقيت لمئات السنين متعرضة للشمس فإنها لن تستطيع زيادة الدخيرة الموجودة فيها .
وبناءا عليه فإن ( الشجر الأخضر ) فقط يستطيع أن يصنع وقودا لنا , ويمكنه الاحتفاظ وادخار الحرارة والنور وزيادتها بصورة محورة , ولكنها بمحض جفافها , فإن عملية التركيب الضوئي تتوقف , وتتعطل معها عملية ادخار الطاقة الشمسية .
وبناءا على هذا التعبير أعلاه , يعتبر تجسيدا جميلا لعملية ( انبعاث الطاقات ) ومعجزة علمية خالدة للقرآن الكريم !..
يبقى أيضا التعبير بالشجر الأخضر جميلا ومناسبا , إذ أن الأشجار الخضراء عند احتكاكها ببعضها البعض تولد شرارة تستطيع أن تكون مبعث نار كبيرة , ومن هنا نقف إزاء عظمة قدرة الله في حفظه النار في قلب الماء , والماء في قلب النار .